الانترنت … قبل أن يستغلوك فيه ، إستغله فيهم !

د. محمود عبدالفتاح
الانترنت … قبل أن يستغلوك فيه ، إستغله فيهم !

من أجل أن لا تصطادك شبكة العنكبوت .. وتذهب بك دوماتها يمنة ً ويسرا، مدا ً وجزراً ، عليك ان تنتبه أخي الكريم هل جلست أياماً لساعات طويلة على الانترنت، هل كان ذلك من منتدى الى مركز تحميل الى الفيسبوك ثم اليوتيوب ، تويتر ، فالمدونة، قراءة الشروحات ، المسنجر ، رفع السكربت ، دورة التدريب تحويل الرسائل تحديث المنتجات قراءة صندوق البريد والاعلانات والتسويق والمواقع والعناوين التي “تبهرجها”شركات الدعاية ..الخ ؟ .. أم أنك تجول وتجول أيضاً لساعات ثم تقف تشتكي وتصرخ “ملل ملل ! ؟ نعم فهذه هي حالات الروتين الشائعة والمتواترة عند مستخدمي الانترنت، لكنها وبكل صدق وصراحة حالات تدعو للاستغراب والإدانة والعتب هل سئلت يوماً نفسك أخي القارئ العزيز لماذا أنا على هذه الصفحة أو تلك ؟ وما الهدف من ذلك ؟ .. أخي الكريم ! من الظلم والاجحاف أن يكون الانترنت بالنسبة لك شيء ثانوي ما دمت تقضي عليه أوقات طويلة وتربطك فيه علاقات وثيقة على عدة مستويات، بل على العكس لا بد أن يكون الانترنت بذلك شيء أساسي ومهم ومصدر حيوي للفائدة بالنسبة لك وعلى هذا الأساس كان لا بد من أن تكون كل أعمالك عليه محددة وممنهجة وأهدافها واضحة.نعم ! فادارة الوقت على الانترنت هو وسيلة فعالة لقضاء الوقت بحكمة وهو منبّه نشط يسائلك عن وقتك أين يذهب خلال قرائتك لذلك البريد الكتروني المثير أو ذاك الموضوع الجميل أو خلال وقوفك لـ 12  ثانية بانتظار رابط التحميل ! عندما أنت أخي الكريم،تحدق في الاعلانات الجذابة وتسير وراءها من صفحة الى أخرى فان وقتك يُستهلك , وإن أصدقائك ، عائلتك ،عملك ، دراستك وأنت كلكم ستعانون , وعندما تكون باحثاً عن معلومة صغيرة ومهمة هنا أو هناك فتُرعبك النوافذ المنبثقة أمام وجهك وتسير بك بعيدا ً عن هدفك المرجو فإن طموحاتك ستتحطم وستخنقها الحياة القصيرة والتركيز المحدود بالطبع هذا ما سيحصل، فتصفح الانترنت هو أداة ناجعة تحملك مع أوقاتك ونشاطاتك المفيدة وطموحاتك المرجوة ثم ترمي بك من الشباك بكل بساطة ورحابة صدر .. وقلة وفاء .. أعلم أن الطبع البشري ميال الى البلادة ولكن قليل من المجاهدة والتفكير والوقت ، كثير من الانتاجية.وهذا التنظيم ليس الا من أجل أن ينتهي بك النهار وتطفئ جهازك وتزفر قائلاً :”لقد كان نهارا جميلاً ومفيداً اليوم”ولا ينتهي بصب اللعنات على شركات الدعاية التي تكبّنا غالباً في عالم من الخيال والأوهام و”الانتظار”أما عن البلادة، فيُروى أن رجلاً مر على فلاح في كرمه يقطع شجرة ويتصبب عرقا، فقال له الرجل هلّا سننت مِنشارك قليلا .. فرد عليه الفلاح غاضبا:ألا ترى أني مشغول ومنهمك وليس لدي الوقت لذلك هذا مثال بسيط قد يدعو البعض للضحك والسخرية ولكن للأسف هذه هي أعذارنا غالباً ما نتبجح بها عن قصد أو غير قصد .. وأخيراً ودون أن نخوض غمار التعريف بأهمية الوقت وطرق وأساليب تنظيمه وتلك السطور الكثيرة التي نعلمها كلنا، والتي لا يستهويها الكثير منا، لا يسعني الا أن أدعوك أخي القارئ وأدعو نفسي وبصدق: فلنتبتعد ولنتنبّه من مشاريع الشركات التي تريد استهلاك أوقاتنا وكسب الربح على الانترنت من خلالنا، ولنركّز في الأمور التي تقربّنا من أهدافنا وطموحاتنا ، وفقط !


الكاتب : محمد علي 
منقول من : تواصل ولقاء

0/5 (0 Reviews)